تشغل مياه البحار والمحيطات 70% من مساحة الكرة الأرضية، ولو تم توزيع هذه المياه على سطح الكرة الأرضية التي تبلغ مساحتها 510 ملايين كم2، لغطت المياه الأرض بطبقة مائية يبلغ ارتفاعها 2.4 كم، فهي تشارك في دورة المياه في الطبيعة من خلال الإشعاع الشمسي الذي يبخر جميع المياه التي لا تلبث أن ترتفع إلى الجو فتحملها الكتل الهوائية إلى مسافات بعيدة تتجاوز آلاف الكيلومترات في كثير من الأحيان، وقد تخترق قارات كاملة ثم يحدث التكاثف في الجو عند حدوث ظروف طبيعية معينة وتشكل السحب التي تؤدي إلى سقوط الأمطار والثلوج التي لا تلبث أن تعود مرة أخرى إلى الأرض وإلى البحار والمحيطات وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ارتباط البحار والمحيطات باليابسة وتأثير كل منهما على الآخر ويكون الترابط على الشكل التالي:
1 ـ تبادل الرطوبة بين المحيطات والبحار والقارات والمحيطات ترسل البخار وتهطالها إلى القارات تتكاثف هناك لتعود مرة ثانية إلى المحيطات عن طريق المجاري الباطنية والسطحية وعن طريق بخار الماء·
2 ـ التبادل الحراري واختلاف السعة الحرورية لكلا السطحين واختلاف درجة طرق تسخنها فصلياً ما يؤثر على نشوء مراكز ضغط جوي مختلفة وانتقال الكتل الهوائية من مراكز الضغط المرتفع باتجاه مراكز الضغط المنخفض، وكذلك بسبب السعة الحرورية الكبيرة للمحيطات التي تتسخن ببطء وتفقد الحرارة ببطء ونجد أن هذه الأحواض تمثل خزانات كبيرة للحرارة تطلقها في الفترات الباردة من السنة، وهنا يكون دور التيارات البحرية كبير جداً في التأثير على اليابسة عندما تقوم بانتقال جزء من المياه السطحية للبحار لمسافات طويلة تحمل صفات المنطقة المقبلة منها كتيار الخليج الدافئ الذي يحمل الدفء إلى غرب أوروبا ويسبب هطول الأمطار الدائم فيها ويمنع تجمد الموانئ حتى خطوط عرض عليا على عكس تيار >لابرادور< البارد المقبل من القطب الشمالي البارد الذي يسبب تجمد موانئ شرق كندا على خطوط العرض نفسها في أوروبا الغربية·
3 ـ تبادل مادي عن طريق نقل الأملاح والعناصر الكيمياوية المختلفة بوساطة بخار الماء والأمواج البحرية وطغيان البحار والمحيطات على اليابسة، كما أن القارات ترد المحيطات بسيل متصل من المجروفات الصخرية والعناصر الكيمياوية المختلفة عن طريق السواحل بوساطة الأنهار والمياه الباطنية·
4 ـ ارتباط عضوي وهذا شكل آخر للعلاقة بين اليابسة والمحيطات، فهي غنية بعالميها الحيواني